15/06/2008 توفي الفنان المصري سعد اردش، أحد أعلام المسرح العربي عن 84 عاماً أول من أمس بعد صراع مع السرطان في الولايات المتحدة خلال وجوده للعلاج، كما أعلن نجله.
وقال محمد اردش أستاذ الفنون التطبيقية في جامعة حلوان جنوب القاهرة، ان جثمان والده سيصل الى مصر اليوم.
ولد سعد اردش عام 1924 في فارسكور في محافظة دمياط في الدلتا شمال القاهرة، ودرس في المعهد العالي للفنون المسرحية واستكمل دراسته المسرحية في ايطاليا عام 1957 بعد ان تخرج في كلية الحقوق في جامعة عين شمس.
وبعد عودته من ايطاليا عام 1961 عمل على إخراج الكثير من المسرحيات الوطنية والاجتماعية والسياسية في فترة الستينات ونهوض المشروع القومي للرئيس جمال عبدالناصر.
ومن أهم المسرحيات التي أخرجها «النار والزيتون» للكاتب المسرحي الراحل ألفرد فرج، و «الأرض» المأخوذة عن رواية «الأرض» لعبدالرحمن الشرقاوي والتي تحولت الى فيلم أخرجه يوسف شاهين وشكل معلماً من معالم السينما المصرية.
كما أخرج اردش مسرحية «السبنسة» و «سكة السلامة» للكاتب المسرحي الراحل سعد الدين وهبة و «الذباب» لجان بول سارتر الى جانب «الإنسان الطيب» و «انتيغون» و «عطوة أبو مطوة» لألفريد فرج.
وفي الفترة الاخيرة أخرج عدداً من المسرحيات، بينها «يا طالع الشجرة» لتوفيق الحكيم، وكانت آخر مسرحية ظهرت فيها عملاقة المسرح المصري أمينة رزق. وشهد مسرح الطليعة في حينه إقبالاً على المسرحية التي شارك في بطولتها الى جانب أمينة رزق الفنان أحمد فؤاد سليم.
وفي السبعينات اخرج «هاللو شلبي» التي أظهرت جيلاً من النجوم على رأسهم الفنان الراحل احمد زكي وسعيد صالح ومحمد صبحي وغيرهم، الى جانب مسرحية «دائرة الطباشير القوقازية» لبريخت و «كاليغولا» وكانت مسرحية «الشبكة» آخر ما قدمه على خشبة المسرح القومي العام الماضي.
ويعتبر أردش الذي تخرج كثيرون من الفنانين المصريين على يديه في المعهد العالي للمسرح، من أهم رواد المسرح العربي في النصف الثاني من القرن العشرين.
وشارك الفنان الراحل أيضاً في الكثير من المسلسلات التلفزيونية، من أهمها «المال والبنون» وكذلك في السينما إذ شارك بأدوار مميزة في عدد من الأفلام كان أول ظهور له فيها في فيلم «ظهور الإسلام» عام 1951.
وشارك بعد ذلك في فترات متباعدة ممثلاً في أفلام شكلت علامات في السينما المصرية بينها «قنديل ام هاشم» و «شباب امرأة» و «الأسطى حسن» الى جانب مشاركته مع يوسف شاهين في فيلم «الاختيار» و»الحجر الداير» لمحمد راضي آخر فيلم مثّل فيه عام 1992.
وللراحـل الكثيـر مـن المؤلفـات الفنية والدراسات والأبحاث والتـرجمات بـيـنـها «المخـرج في المســـرح المعـاصــر» و «خـــادم سيـد درويـش» و «ثلاثية المصيف» و «جريمة في جزيرة الماعز» و «انحراف في مقر العدالة» و «بياتريس» و «كارلو غولدوني».
كما قدم الفنان الراحل الكثير من الدراسات لدوريات فنية وثقافية متخصصة في مصر والعالم العربي مثل «مجلة المسرح» و «فصول الإبداع الفني» و «اعلام العراق».
ونال طوال مشواره الفني عدداً من الجوائز وشهادات التقدير، من بينها وسام العلوم والفنون عام 1967 وجائزة الدولة التقديرية عام 1990.